الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي
إن ابن السراج هنا يفرق بين الحذف والاتساع، بأن الحذف إسقاط من غير إحلال، والاتساع إسقاط مع إحلال، فيأخذ المحتل الحكم الإعرابي للمحذوف، فينسب إليه الحكم المعنوي الذي كان منسوبا إلى المحذوف، وفي ذلك نسبة شيء إلى غير ما هو له في الأصل، وهذا ضرب من المجاز، عبر عنه ابن السراج بالاتساع. يقول الرضي (ت: 686هـ): "وأما قولهم: سير فرسخان، وصيد يوم كذا فمجاز قليل" (1).فإذا تقرر ذلك، فإن الاتساع لا يصلح مصطلحا بديلا عن نزع الخافض لسببين:أن الاتساع- بمعنى صنوف التغيير في أصل التركيب- أوسع نطاقا من الحذف نفسه الذي نزع الخافض جزء منه.أن الاتساع- بمعنى التجوز في النسبة- إن صدق في نزع المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه، فلا يصدق في نزع المضاف وإبقاء المضاف إليه مجرورا، ولا في نزع حرف الجر مطلقا.
النسخة المطبوعة رقم الصفحة: 25- مجلد رقم: 1
|